أيها الطبيب، انقذني: لمن يجب علي التوجه ؟

صورة للتوضيح فقط – تصوير: Artfully79 – istock

هذه المادة مُقدمة كخدمة عامة للجمهور من قبل شركة نوفارتيس

الاورتكاريا (الشرى) المزمن يستوجب علاجا ملائما، بمراقبة مشددة من طبيب مختص. لمن يجب عليّ التوجه، وماذا عليّ ان اسأل الطبيب؟ اخصائيو الامراض الجلدية وامراض المناعة يجيبون على الأسئلة..
الاورتكاريا(الشرى) هو مرض تظهر فيه بقع على الجلد، مصحوبة باحمرار، تورم وحكة. يمكن ان تظهر البقع لأسباب مختلفة، مثل رد الفعل من دواء، او بدون أي سبب واضح. أحيانًا ينتهي ظهور الطفح الجلدي على الجلد بعد بضعة أيام أو أسابيع حتى بدون علاج. ومع ذلك، عندما يستمر لأكثر من 6 أسابيع يطلق عليه الشرى المزمن. لعلاج هذا المرض، من المهم التوجه الى طبيب مختص لإيجاد العلاج الأنسب.

“الشرى المزمن هو مرض تصاحبه صعوبات جسدية واجتماعية ويؤثر على جودة الحياة”

الدكتورة روني دافيديوك – جاد، نائبة مدير قسم الامراض الجلدية في المركز الطبي هعيمق ومحاضرة مخضرمة في كلية الطب في التخنيون وفي جامعة تورنتو في كندا، تستهل حديثها بالقول: “الشرى المزمن هو مرض تصاحبه صعوبات جسدية واجتماعية ويؤثر على جودة الحياة، لذلك من المهم ان نعرف ان هناك اليوم علاجات متطورة التي تمكّن من السيطرة الكاملة على اعراض المرض وتوفر جودة حياة جيدة”. وتضيف: “من أجل تلقي العلاج، من المهم قبل كل شيء اختيار الطبيب المختص، لان هناك نقصا كبيرا في المعرفة والارتباك حول تشخيص المرض وعلاجه. الأطباء المختصون في هذا المجال هم أخصائيو المناعة أو أطباء الجلد. يمكن للطبيب المختص فقط التقدم في سلسلة العلاجات حتى ايجاد العلاج الأنسب للمريض”.

من ناحيته، يقول البروفيسور اهرون كاسل، مدير معهد المناعة والحساسية في المركز الطبي بني تسيون: “الشرى هو مرض شائع يظهر لدى ما نسبته نصف بالمائة من السكان”. ويضيف البروفيسور كسل: “عندما يظهر طفح جلدي على الجسم فالناس متأكدون ان الحديث يدور عن حساسية، لكن الشرى المزمن – على عكس الحساسية – هو في معظم الحالات نتيجة اضطراب في جهاز المناعة وينجم بسبب مرض المناعة الذاتية، وهو الوضع الذي يهاجم فيه جهاز المناعة الجسم وتنتج ضده مضادات وبروتينات تثير الالتهاب، تتجلى في احتقان، تورم وطفح جلدي. في حال ظهور الطفح الجلدي، يستطيع طبيب العائلة تحويل المريض الى اخصائي المناعة الذي يعالج امراض جهاز المناعة، او الى طبيب الجلد”.

ووفقا لأقوال الاخصائيين، فان تشخيص الشرى المزمن بسيط نوعا ما – فمظهر الاحتقانات، التورمات والطفح الذي يثير الحكة سهل التشخيص. ومع ذلك، يجب على الطبيب ان يسأل المريض عدة أسئلة لاستبعاد وجود امراض أخرى: هناك امراض تسبب الالتهابات واعراضها على الجلد مشابهة، لكن يصاحب المرض أيضا حمى وآلام في المفاصل، ولاستبعاد وجود مرض التهابي من المهم ان يفهم الطبيب من المريض ان هذه الاعراض لا تظهر لديه. ويجب التأكد كذلك من انه ليس لدى المريض مشاكل في الغدة الدرقية.

دائم ام متنقل؟
في الشرى المزمن، من المفروض ان تختفي البقعة الوحيدة خلال 24 ساعة وتظهر بدلا منها بقعة أخرى، في منطقة أخرى من الجسم. يجب على المريض ان ينتبه الى اذا ما كان الحديث يدور حول بقع تغير مكانها وإبلاغ الطبيب بذلك. اذا بقيت البقعة لأكثر من 24 ساعة، يجب اخذ خزعة (عينة) منها لفحص إمكانية وجود امراض أخرى.

هل تتأثر من الادوية ام لا؟
إذا قرر الطبيب انكم تعانون من شرى مزمن، يجب الفهم فيما إذا كان ناتجا عن استخدام ادوية معينة: يجب ان يستفسر الطبيب منكم حول الادوية التي تستخدمونها. في حال بدأتم بتناول ادوية جديدة قبل ظهور الطفح الجلدي، يفحص الطبيب إمكانية وقف استخدامها لتقييم فيما إذا كانت تؤثر على وجود الطفح الجلدي.

عفوي ام مستحث؟
الشرى المزمن يمكن ان يكون عفويا، او يكون مصدره ليس معروفا، او الشرى المستحث الذي يظهر استجابة لمحفزات جسدية مثل التعرض للحرارة او البرودة، التعرق، الجهد الجسماني وعوامل أخرى. يجدر الانتباه الى فيما إذا ظهر الطفح الجلدي نتيجة التعرض لعامل معين وسؤال الطبيب فيما إذا كانت هناك علاقة، على سبيل المثال بين الاستحمام بالماء الساخن وظهور الطفح الجلدي. إذا تم تشخيص العامل المسبب لظهور الطفح الجلدي من المهم في المرحلة الأولى، قبل أي علاج، الامتناع عن التعرض لهذا العامل.
بعد تحديد التشخيص، يكون علاج الشرى المزمن بسيطًا: في الخط الأول توجد أدوية من مجموعة مضادات الهيستامين. إذا لم يكن هناك رد فعل بشكل عام نزيد جرعة مضادات الهيستامين. يتم تقديم العلاج البيولوجي في وقت لاحق فقط، في حال عدم تحقيق العلاجات السابقة النتائج المرجوة.

” الشرى ليس مرضا خطيرا “
تقول الدكتورة دافيديوك – جاد: “حتى إذا لم ينجح علاج معين، فمن المهم عدم اليأس، لأن هناك حاليًا عدة خطوط علاج ويجب المضي قدمًا والوصول إلى العلاج المناسب الذي يمكّن جودة حياة جيدة”. وأضافت: “لا تتطلب الادوية متابعة فحوصات الدم. فهي آمنة للاستخدام وناجعة ولذلك ليست هناك حاجة للقلق بشأن تلقي العلاج المناسب للسيطرة على المرض”.
وأنهى البروفيسور كسل حديثه قائلا: “الشرى ليس مرضا خطيرا. ومن المهم ان يعرف المرضى انه في اغلب الأحيان يختفي بعد حوالي نصف سنة، وفي كل الأحوال هناك علاجات بسيطة وآمنة يمكنها ان تساعد في التعايش مع المرض”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *