اصابتكم الحكة ولا تعرفون مِن ماذا لديكم حساسية ؟ قد لا تكون حساسية
هذه المادة مُقدمة كخدمة عامة للجمهور من قبل شركة نوفارتيس
ما هو مرض الاورتكاريا (الشرى) المزمن، وما الفرق بينه وبين الحساسية، وما الذي يسبب في ظهوره وكيف يتم علاجه ؟ البروفيسور ألون هيرشكو، رئيس الجمعية
الإسرائيلية للحساسية والمناعة السريرية، يقدم إجابات على الأسئلة المتداولة حول المرض .
الطفح الجلدي هو حالة جلدية تظهر في اطارها بقع مصحوبة باحمرار وتورم وحكة مفاجئة في الجلد. هل تبدو معروفة لكم؟ يدور الحديث حول ظاهرة شائعة إلى حد ما، وعادة ما تختفي في غضون ساعات معدودة أو تنتقل إلى مكان آخر في الجسم. إذا استمرت هذه الظاهرة في الظهور على الجلد لأسابيع طويلة، فإنها تعتبر بالفعل مزمنة. في شكلها المزمن، يمكن أن تضر بشدة بجودة الحياة لدى المرضى. يمكن أن تتأثر الحياة ليس فقط بسبب الحكة التي لا تطاق ولكن أيضًا بسبب الضرر الذي يلحق بالثقة بالنفس والعلاقات الاجتماعية للمرضى الذين يخجلون من البقع المنتشرة في مناطق مكشوفة من أجسامهم.
التقينا بالبروفيسور ألون هيرشكو، اخصائي المناعة ومدير قسم الامراض الباطنية ج في مستشفى هداسا ورئيس الجمعية الإسرائيلية للحساسية والمناعة السريرية، للحصول على إجابات حول القضايا الاكثر أهمية في موضوع الشرى المزمن:
كيف يتمثل الطفح على الجلد؟
يقول البروفيسور هيرشكو: “يتميز الشرى ببقع حمراء وأحيانا مع تورم ترافقها حكة قوية ويمكن ان تظهر في أي منطقة في الجسم”. ويضيف: “الشرى له سلوك غريب فهو غير دائم ولا يبقى في نفس المكان لفترة طويلة. في الحقيقة كل طفح لا يبقى أكثر من 24 ساعة ولا يترك أي علامة، لكنه يمكن أن يعود إلى مكان آخر في الجسم. ويشكو الكثير من المرضى من أن الحكة تظهر بشكل رئيسي في الليل أو تتفاقم في المساء”.
متى يمكن اعتبار الشرى مرضا مزمنا؟
يتابع البروفيسور هيرشكو: “كلمة ‘مزمن‘ معناها ‘متواصل‘ وبالتالي فان الشرى المزمن هو شرى الذي يمتد على الأقل ستة أسابيع. يمكن ان يظهر الطفح على سبيل المثال في يوم معين لعدة ساعات، يختفي ويعود بعد يومين. بدون معالجة ملائمة يمكن ان تستمر هذه الظاهرة أيضا لعدة أسابيع وحتى لعدة سنوات”.
ما سبب ظهور المرض؟
“يعبر الشرى المزمن عن النشاط الداخلي لجهاز المناعة. تشبه الاستجابة المناعية رد الفعل التحسسي، ولكنه ليس مرضا له صلة بالحساسية. غالبا ما ينشغل الأشخاص الذين يعانون من الشرى المزمن في بحث لا ينتهي عن المسبب للحساسية، ولكن نظرًا لأنه ليس مرضًا له علاقة بالحساسية، فلن يجدوا في معظم الحالات عاملا خارجيًا، لأن المسبب عامل داخلي. في الواقع، يمكن أن ينتشر الطفح الجلدي بشكل عفوي، دون وجود عامل خارجي يسببه، وعندئذ يطلق عليه الشرى العفوي”، ويوضح البروفيسور هيرشكو قائلا: “في بعض الحالات، هناك أيضًا عوامل خارجية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المرض مثل التعرض للشمس أو البرد، الاستحمام، الضغط على الجلد نتيجة ارتداء ملابس معينة، استخدام مسكنات الآلام (ليس المنشطات) والضغط النفسي. كذلك، غالبًا ما تصاحب الشرى أعراض مناعة ذاتية، على سبيل المثال، يمكن للأشخاص المصابين بالتهاب الغدة الدرقية أن يصابوا في مرحلة كهذه أو أخرى بالشرى”.
في أي الفئات السكانية ينتشر المرض؟
يجيب البروفيسور هيرشكو قائلا: “معظم المرضى هم من جيل الشباب – البالغين، في سنوات الاربعينات والخمسينات، اذ ان الشرى يمكن ان يظهر عمليا من جيل صفر الى مائة عام. إنه أكثر شيوعًا عند النساء منه عند الرجال – في صفوف النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و 40 عامًا، يكون المرض أكثر شيوعًا بنسبة الضعف مما لدى الرجال”. ويضيف: “بشكل عام يدور الحديث عن ظاهرة شائعة الى حد ما، والتي كانت في ازدياد في السنوات الأخيرة. في الواقع، يرى المختصون يوميا مرضى يعانون من الشرى، وبالتالي يكتسبون أيضًا خبرة كبيرة في علاج هذه الظاهرة”.
هل يمكن ان تكون الظاهرة خطيرة؟
“الشرى لا يشكل خطرا على حياة الانسان. هو بكل بساطة يؤدي الى الحكة الشديدة ويمكن ان يُخرج الشخص عن طوره. في بعض الأحيان يمكن ان يراه الانسان مخيفا نوعا ما، خاصة عندما تظهر انتفاخات في منطقة الوجه، الشفاه، الاذنين او الجفن، ويخشى كثير من المرضى ان يؤدي الى الاختناق، ولكن عمليا هو لا يمس بقنوات التنفس على الاطلاق”.
كيف نشخص الشرى؟
“عملية التشخيص بسيطة الى حد ما. فالطبيب ينظر الى الطفح الجلدي ويستمع الى شكوى المريض. عندما تكون الصورة مناسبة وتكون الشكوى نموذجية للغاية – مثل الطفح الجلدي الذي يستمر لعدة أشهر، فان الشخص يصاب بالحكة بشكل خاص في الليل، أو الشخص الذي يقول إنه يعاني من مشكلة في الغدة الدرقية وبدأ يعاني من الطفح الجلدي – لا حاجة لمزيد من التشخيص. غالبا يحضر المريض للطبيب في الوقت الذي يختفي فيه الطفح الجلدي، لذلك يوصى بتصوير الطفح الجلدي مقدمًا وعرض الصورة على الطبيب أثناء الزيارة، ويعرف الطبيب كيفية تشخيص الطفح الجلدي حسب مظهره الواضح”.
هل هنالك علاج لهذه الظاهرة المزعجة؟
يجيب البروفيسور هيرشكو قائلا: “بالطبع. واكثر من ذلك، فالشخص المصاب بالشرى اليوم اكثر حظا ممن أصابه المرض قبل 20 عاما، اذ مر العلاج في السنوات الأخيرة بثورة حقيقية. فاذا عولج المرضى في الماضي بالمنشطات، وهو علاج مصحوب بعوارض جانبية، اليوم يتم وصف المنشطات للمريض فقط في الحالات الطارئة من العلاج. على سبيل المثال نستطيع ان نصف منشطات للعروس في ليلة زفافها فقط من اجل ان تجتاز الزفاف بسلام”.
ويضيف البروفيسور هيرشكو: “اذا عُرف ان هناك عاملا خارجيا يؤدي الى تفاقم المرض نحاول منعه، فاذا كان البرد – نعطي المريض توجيهات بتجنب البرد، واذا كان ضغطا على الجلد – نعطي المريض توجيهات بارتداء ملابس فضفاضة اكثر. كذلك، في حالة عدم وجود عامل خارجي يمكن التطرق اليه، مثل الشرى العفوي، في معظم الحالات نصف قرصا من مضاد الهيستامين الذي يحل المشكلة. اذا لم يحدث تغير، يمكن تجربة تناول حتى أربعة أقراص في اليوم. يمكن كذلك تجربة علاج من نوع مثبطات لوكوتريان الذي هو وسيط للحساسية في الجسم، أو جرعة قليلة من دواء مثبط للمناعة”.
هل هنالك إمكانيات أخرى؟
“عندما لا يستجيب المرضى للعلاج بمضادات الهيستامين، ينصح باستشارة طبيب مختص حول العلاج البيولوجي. هذا العلاج يحتوي على اجسام مضادة تمنع الالتهابات التي تسبب الشرى. يعطى العلاج بواسطة حقنة واحدة في الشهر ومحدد في السلة الصحية للمرضى في حالة صعبة بموجب معايير معينة. لهذا العلاج واجهة امان جيدة ونجاعة عالية. ونادرا ما يسبب الحساسية”.
وخلص البروفيسور هيرشكو الى القول: “لذلك، فالشرى المزمن ليس بالضرورة ان يسبب المعاناة. حتى اليوم يصل الي مرضى الذين يعانون من هذا المرض منذ سنوات دون ان يعرفوا ان هناك علاجا، ومن المهم بالنسبة لي ان يعرف المرضى ان هناك علاجات جيدة جدا اليوم، ولذلك لا يوجد أي سبب لتحمل هذه المعاناة الصعبة”.