د. عبد خلايلة : ‘التبرع بالاعضاء جائز شرعا وهناك فتوى بذلك‘
يتجاوز عدد الأشخاص الذين ينتظرون عملية زراعة كبد ، بشكل كبير عدد أكباد المتبرعين المتوفين المتاحة. وزراعة الكبد هو إجراء جراحي يزيل الكبد ، الذي لم يعد يعمل بشكل ، صحيح (فشل الكبد) ويضع بدلًا منه كبدًا سليمًا من متبرع متوفى أو جزء من كبد سليم من متبرع حي.
وزراعة الكبد من متبرع حي هو بديل لانتظار توفر الكبد من متبرع متوفى. ويمكن زراعة الكبد من متبرع حي لأن الكبد البشري يتجدد ويعود إلى حجمه الطبيعي بعد فترة وجيزة من الاستئصال الجراحي لجزء من العضو.
للاستزادة حول هذا الموضوع، استضاف برنامج “هذا اليوم “، د. عبد خلايلة مدير وحدة زراعة الاعضاء في مستشفى هداسا عين كارم.
د. خلايلة اجاب على سؤال حول من هم الذين بحاجة الى زراعة كبد بالقول: “في الواقع اذا نظزرنا الى الوسط العربي بشكل عام ، كانت نسبة المرضى في سنوات الثمانينات والتسعينات الذين هم بحاجة الى زراعة كبد ، هم المرضى الذين اصيبوا بفيروس الكبد الوبائي ، وهو منقسم الى عدة انواع، اي وبي وسي ودي واي ، ولكن اكثر الانواع شيوعا هي بي وسي. لا شك اننا حتى اليوم ما زلنا نرى أن هناك مرضى يصلون الى فشل كبد عن طريق الاصابة بالكبد الوبائي من نوع بي في اكثر الحالات، اما النوع سي فهو اقل ويصاب به الاوروبيون او من اتوا من الاتحاد السوفياتي الى البلاد، وينتقل عن طريق الدم. السبب الشائع اليوم والذي اصبح في المركز الاول هو السمنة بشكل عام ، بحيث ان السمنة تؤدي الى تراكم الدهنيات في الكبد، وتسبب في مرحلة معينة من الحياة الى فشل في الكبد . هناك امراض اخرى التي نعتبرها انها تسبب فشل في الكبد وهي التي تصيب مسالك المرارة وهي شائعة أكثر لدى النساء. كما ان هناك متلازمات وراثية عند الاطفال . وهناك تطور نوع من اورام الكبد ، فهناك عدة اورام في الكبد ، وهذا هو الورم الوحيد في الكبد الذي يمكننا اليوم في ظروف معينة ان نغيّر الكبد لكي نستطيع ان نتحكم في الورم”.
المعايير التي يأخذها الطبيب في الحسبان لاتخاذ قرار بزراعة الكبد
وأضاف د. خلايلة: “للاسف الشديد هناك نوع من هذه الامراض التي تصيب الاطفال مثل المتلازمات الوراثية، ونحن نتحدث عن امراض معينة خاصة فقط بالاطفال ، وهناك امراض خاصة بالفئة العمرية من 25 – 40 عاما وهي التي تصيب مسالك المرارة أكثر، بينما الاورام تأتي للاشخاص في اعمار متقدمة . للاسف الشيدي نرى اليوم الكثير من الناس الذين يعانون من السمنة، واعود واكرر ان السمنة تسبب فشلا في الكبد ما يؤدي في النهاية الى الوصول الى زراعة الكبد”.
وحول المعايير التي يأخذها الطبيب في الحسبان لاتخاذ قرار بزراعة الكبد، تابع خلايلة: “زراعة الكبد هو عبارة عن اجراء جراحي معقد جدا، واليوم حتى نستطيع أن نقول ان هذا الانسان بحاجة الى زراعة كبد ، هناك معايير طبية، هذه المعايير هي اننا نقوم باجراء فحوصات للمريض والتي تمر على جميع الاجهزة في جسم الانسان ، لفحص ماذا كانت اجهزة الجسم قادرة على تحمّل هذه العملية ام لا. هذا من ناحية طبية، ومن ناحية اخرى نحن نريد ان نرى ان هذا المريض يلائم هذه المعايير الطبية. اليوم لدينا قواعد نسير وفقا لها، مثل فحوصات دم متقدمة للمريض ، نسبة الكلى، نسبة تجلط الدم، نسبة الصفار ، نسبة الصوديوم، كل هذه نضعها في معادلة حسابية لينتج في النهاية رقم، وكلما زاد هذا الرقم يكون لدى الانسان قابلية اكثر للتوجه لزراعة الكبد من اي انسان آخر”.
ينتظر في الدور في كل عام حوالي 100 – 130 شخصا الذين هم بحاجة الى زراعة أعضاء
وأردف د. خلايلة بالقول: “كما ذكرنا فان من لديه نقاط اكثر يذهب باتجاه زراعة الكبد، بينما هناك مرضى يعانون كثيرا ولكن لم يصلوا الى نقاط عالية، في هذه الحالة نتوجه الى الاهل فيما يعرف بالتبرع من الحي ، ونطلب من أي أحد من العائلة الذي يكون عمره من 18 – 50 عاما ، ونقوم باجراء فحوصات له، ونرى اذا كان هناك توافق في نوع الدم ولم يكن لدى المتبرع اي امراض معينة تمنع منه ان يتبرع ، ونقوم باجراء عدة فحوصات للمتبرع، ونتيجة هذه الفحوصات نقرر فيما اذا كان يستطيع التبرع بالجزء الايمن او بالجزء الايسر من الكبد “.
وحول الخطر على حياة المتبرع، قال د. خلايلة: “بشكل عام، هناك نوعان من الخطورة ، الخطورة الاولى وهي الوفاة ونسبتها هي 1 : 500 شخص في العالم، بمعنى وفاة شخص من كل 500 متبرع نتيجة مثل هكذا عمليات للاسف الشديد. والخطورة الثانية هي احتمال حدوث مشاكل بسيطة في الاسابيع الاولى بعد اجراء العملية ، وهناك مشاكل اكبر ولكن نسبتها ليست عالية . نحن كأطباء نقوم بعملية تقييم فيما اذا كان اجراء العملية مفيدا اكثر للمريض ام ان الخطر اكبر”.
وخلص د. خلايلة الى القول: “ينتظر في الدور في كل عام حوالي 100 – 130 شخصا الذين هم بحاجة الى زراعة أعضاء. وللاسف الشديد ان هناك نسبة ما بين 15 – 20 % ممن ينتظرون في القائمة والذين هم بحاجة الى زراعة يموتون ، وهذه نسبة عالية غير موجودة في امراض كثيرة . نسبة المتبرعين في البلاد مع انها تتزايد الا انها تظل منخفضة ، ففي هذا العام الذي كان فيه وباء الكورونا تم زراعة 54 كبد فقط ، مع الاطفال حوالي 60 زراعة كبد ، وهذا اقل من السنوات السابقة التي كان يتم فيها اجراء ما بين 70 – 80 عملية زراعة وانا اتحدث عن جميع المراكز في البلاد”.
د. عبد خلايلة مدير وحدة زراعة الاعضاء في مستشفى هداسا عين كارم