فشلت العلاجات السابقة للصدفية؟ تعرفوا على هذه الادوية
خدمة للجمهور برعاية “نوبرطيس يسرائيل” م.ض
مرضى الصدفية .. تعرفوا على الادوية البيولوجية : هذه العقاقير تعطى بعد أن فشلت العلاجات السابقة ، انها مخصصة للمرضى الذين يعانون من حالة متوسّطة حتى صعبة،
وهي تعطى بعد أن فشلت العلاجات السابقة. فما هي إذا الأدوية البيولوجية في الواقع، وكيف تعمل وما هو أثرها؟ قمنا بسؤال الخبراء عنها …
الصدفية هي عبارة عن مرض جلدي يعاني منه حوالي 170 ألف إسرائيلي. هذا المرض يؤثّر على جودة حياتهم ، واحيانا يقيّدهم بشدة في حياتهم اليومية. قبل عقد من الزمان فتحت أمام مرضى الصدفيّة أمالا جديدة: الأدوية البيولوجية. هذه الأدوية مصنوعة من البروتين المستخرج من الاحياء أو بأسلوب الهندسة الوراثية (أو بدمج كلاهما)، وهي تعمل على إعاقة مسببات الصدفية بشكل محدد دون قمع واسع لنظام المناعة كله. قسم من العلاجات البيولوجية تعتمد على الأجسام المضادة التي تهاجم بشكل محدّد مركبات معينة في نظام المناعة في الجسم. هذه الأدوية فتحت أمام المعالجين خيارات علاجية إضافية للمرضى الذين يعانون من حالة متوسّطة حتى صعبة، الذين استوفوا العلاجات الموجودة أو الذين طوروا أعراضا جانبية نتيجة علاجات سابقة.
إقرأ أيضا:
علاج صحيح يمكن ان يخفف من خوفكم وقلقكم
لا تفكروا ان بكم شيئا خطأ
تغذية سليمة تستطيع مساعدتكم
الأدوية البيولوجية هي الأخيرة في سلسلة علاجات الصدفية، وتعطى بعد فشل جميع أنواع العلاجات الأخرى. الأطباء الذين يتخذون قرارات بشأن العلاج يأخذون بالحسبان العديد من الاعتبارات: جيل المريض، وضع الحالة المرضية التي يعاني منها، المساحة المصابة من الجسم، مدى استجابة المريض للعلاج والاعراض الجانبية.
إذا كان المريض يعاني من حالة بسيطة (الغالبية هكذا) بانت
شار المرض على مساحة صغيرة من الجسم، فانّ الطبيب سيكتفي على الأغلب باعطاء المريض علاجا خارجيا مثل المراهم والكريمات المتوفرة في السوق. في حال هذا لم يساعد أو أن المرض انتشر لمساحة أوسع في الجلد تصبح هناك حاجة للانتقال لعلاج جهازي، والذي يشمل علاج ضوئي وعقاقير. هذا العلاج يتطلب مراقبة علاجية ومختبرية عن طريق اجراء فحوصات دم.
وبالنهاية، إذا فشل على الأقل نوعان من العلاجات الجهازية ومنطقة الجلد المصابة توسّعت، عندها يأتي دور العلاج البيولوجي، والذي يعطى عن طريق الحقن أو عن طريق الحقن الوريدي. “الأدوية البيولوجية هي بروتينات التي تنتج بأسلوب الهندسة الوراثية وليس بطرق كيميائيّة”، بحسب توضحي البروفيسور يوفال راموت، طبيب كبير للأمراض الجلدية ومدير عيادة الصدفية في قسم الجلد في المركز الطبي هداسا عين كارم، ويضيف: “الأدوية البيولوجية تعمل بشكل مباشر ومركّز ودقيق على الاجراءات الالتهابية التي تسبب الى الصدفية”.
هذه العلاجات تندرج اليوم ضمن سلة الادوية، ولكن استخدامها يقتصر على المرضى الذين تنتشر لديهم الصدفية على مساحة واسعة – أكثر من 50% من الجسم، أو عندما ينتشر المرض في مناطق حساسة مثل الوجه وكفي اليدين أو القدمين والأعضاء التناسلية. شرط ضروري آخر هو فشل أو نتائج عكسية لنوعين من العلاجات الجهازيّة والتي تعطى عن طريق العقاقير أو المعالجة الضوئية (أو الإقامة في منطقة البحر الميت).
هل الأدوية البيولوجية آمنة؟
بروفيسور راموت: “جميع الأدوية التي تستخدم اليوم لعلاج الصدفية فحصت بدقة على مئات المرضى ضمن أبحاث علاجيّة. الكثير من الأدوية الموجودة تستخدم بالعلاج منذ سنوات عديدة، ليس فقط لعلاج الصدفية، وانما أيضا لعلاج أمراض التهابية أخرى، لذلك فإن عدد المرضى التراكمي كبير جدا ويشمل عدة آلاف من المرضى تحت المراقبة الطبية لسنوات عديدة. العلاجات البيولوجية تستهدف عمليات التهابات محددة في الجسم ولذلك لا تخل بكل النظام المناعي كما يحدث لادوية قامعة أخرى. ولكن ومع هذا فهذه العلاجات تؤثر إلى حد معيّن على جهاز المناعة ومعرضة للمس بنجاعته، وبذلك قد تتسبب في ارتفاع معدلات التلوث مثل تفشي مرض السل الكامن. وبالإضافة إلى ذلك، هناك تقارير تفيد بارتفاع معدل الإصابة بسرطان الجلد وبعض أنواع الأورام الليمفاوية، ولكن لم يتم اثبات أي علاقة لها بشكل قاطع. هذه المضاعفات نادرة. مع هذا، من الجدير أن نذكر أن بعض العلاجات البيولوجية المتاحة اليوم هي حديثة، ولذلك فالمعلومات حول أمانها قليل نسبيّا مقارنة مع العلاجات القديمة”.
ما هو مدى فعالية العقاقير البيولوجية، مقارنة بالعلاجات الجهازيّة والتي تعطى عن طريق الفم؟
لا توجد دراسات كثيرة قارنت بشكل مباشر بين العقاقير البيولوجية وبين العلاجات التقليدية النظامية (العلاج بالعقاقير). ومع ذلك، فمقارنة غير مباشرة بين العلاجات المختلفة أظهرت الكفاءة العالية للعلاجات البيولوجية على العلاجات الجهازية المعتادة، وصلت الى ضعفين وفقا لبعض الدراسات. ميزة أخرى للمعالجة البيولوجية هي سرعة الاستجابة العالية بالمقارنة مع العلاجات الأخرى ، والتي تتطلب أحيانا وقتاً طويلاً قبل أن يبدأ الشعور بالتحسن. على الرغم من أنه ليست لدينا معلومات كثيرة، الّا انّ الدراسات الأوّليّة تشير إلى أن كون العلاجات البيولوجية تعمل مباشرة للحد من الاجراءات الالتهابية في الجسم، فيمكن أن تساهم أيضا بعلاج الأمراض المرافقة للصدفية، مثل خفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
أي اعراض جانبيّة يجب أن يتوقّعها المريض؟
“معظم المرضى لا يعانون من أي اعراض جانبية. في بعض الحالات، يمكن أن يعاني المرضى من الألم أو من التهابات محلية في منطقة الحقن. بعض المرضى أكثر عرضه لالتهابات الجهاز التنفسي، ولالتهابات فطرية محليّة، وقد يشعرون بأحساس مشابه للانفلونزا في بعض الحالات. على الرغم من وجود اعراض جانبيّة بسيطة حتّى صعبة في حالات معيّنة، الّا أنّه في معظم الحالات الاعراض الجانبية تكون بسيطة، ولا تؤدي إلى وقف العلاج”.
أي مرضى يجب عليهم تجنّب المعالجة البيولوجية؟
“القرار حول العلاج البيولوجي يعتمد على مجموعة من العوامل التي تشكل شدة المرض، رغبات المريض، والخلفية المرضية لديه. يجب تفادي اعطاء الادوية البيولوجية للمرضى المصابين بتلوث نشط، مثل التهاب الكبد B، أو تلوث كامن مثل السل، يجب معالجة هذه التلوثات قبل إعطاء الأدوية. ينصح بتجنب الأدوية المضادة TNF للمرضى الذين يعانون من أمراض عصبية معينة مثل التصلب، أو عندما يكون أقارب من الدرجة الأولى يعانون من أمراض عصبيّة مشابهة. أيضا تجنب هذا العلاج للمرضى الذين يعانون من فشل القلب الاحتقاني. وللمرضى الذين يوجد لديهم تورّم خبيث أو كان لديهم في الماضي تورّم خبيث لا يمكن إعطاء علاج بيولوجي إلا بعد التشاور مع الطبيب المعالج أو طبيب الأورام. يجب تجنّب إعطاء الأدوية قيبل عمليات جراحيّة كبيرة، وكذلك النظر بعناية في إعطاء العلاجات أثناء الحمل. قسم من الأدوية يمنع استخدامها للأولاد”.
( مادة اعلانية )