لماذا يُشفى البعض من الصدفية والبعض الاخر لا ؟ كل التفاصيل
هذه المادة مُقدمة كخدمة عامة للجمهور من قبل شركة نوفارتيس
الصدفية هي مرض جلدي يسبب ظهور بقع قشرية حمراء مثيرة للحكة ، غالبا ما تظهر على الركبتين وعلى المرفقين وفروة الرأس. وتعد الصدفية مرض مُزمن ما يُصعّب علاجه.
حول هذا الموضوع استضاف برنامج كله صحة التي تعده وتقدمه الاعلامية سمر عوده كرنتيناجي ، الدكتور زياد خمايسي مدير وحدة الليزر والتجميل في قسم الجلد في مستشفى رمبام ومحاضر في كلية الطب في التخنيون الذي قال: ” من اهم اسباب ظهور هذا المرض هو وجود قابلية وراثية في معظم الحالات ، فاحيانا نعرف مَن من أفراد العائلة الذي نقل هذا المرض واحيانا لا نعرف، هذه القابلية عندما ترافقها محفزات معينة من البيئة يمكن أن تؤدي الى ظهور المرض، الذي يمكن أن يكون مخفيا ولكن مع ظهور هذه المحفزات يتم اكتشاف المرض. المحفزات مختلفة، يمكن أن تكون أدوية معينة لضغط الدم وامراض القلب. من المحفزات الاخرى هو التوتر النفسي ، تلوثات والتهابات كالتهاب اللوزتين “.
” من المهم جدا الاسراع في علاج الصدفية ليس بسبب المظهر فقط، بل لمنع ظهور امراض اخرى “
واضاف د. خمايسي: “في فترة الكورونا، اثبتت الابحاث بشكل واضح ان اعداد الاصابة بالصدفية ارتفعت ، ناهيك عن ارتفاع درجة خطورة المرض لمن كانوا يعانون منه بالاصل، والسبب الرئيسي لذلك هو التوتر النفسي ، وسبب آخر ان عددا كبيرا من الناس امتنعوا عن تناول ادوية معينة ما ادى الى تفاقم خطر ظهور الصدفية لديهم. تجدر الاشارة الى ان مرض الصدفية ليس مرضا جلديا فحسب بل مرض جهازي ، ففي حوالي 50 % من الحالات ، تكون الاصابة لدى أشخاص يعانون من التهاب المفاصل ، وفي معظم الحالات الصدفية تسبق ظهور التهاب المفاصل. ومن الامراض التي تُرافق الصدفية ايضا امراض القلب بنسبة عالية، وانا اقصد ان هذه الامراض ترافق الصدفية وايضا بسبب الصدفية كون الصدفية هو مرض التهاب عام ، يمكن ان يصيب الجلد او المفاصل او الاوعية الدموية . وفي 40 % من الحالات المصابة بالصدفية، يعانون من السمنة الزائدة وارتفاع في نسبة الكوليسترول . من هنا نشير الى ان مرضى الصدفية معرضون اكثر من غيرهم للاصابة بهذه الامراض، لذلك من المهم جدا الاسراع في علاج الصدفية ليس بسبب المظهر فقط، بل لكي يمنعوا ظهور امراض اخرى كالتي اشرنا اليها”.
” لماذا يشفى البعض والبعض الاخر لا ؟ “
وتابع د. خمايسي: “الصدفية كما ذكرنا هو مرض مزمن ، ولكن احيانا تخف حدة المرض، وفي احيان اخرى تزيد حدة المرض حسب المحفزات ، فهناك من يشفى من الصدفية خلال سنة، وهناك من يستغرق شفاؤهم عشر سنوات . هناك مقياس لتحديد درجة صعوبة الصدفية من اجل تحديد نوعية العلاج . فنوعية العلاج تتبع لدرجة خطورة المرض ونوعه. فهناك أنواع مختلفة للصدفية ، ولكن هناك نوع واحد شائع، وفي حال كان نوع الصدفية ليس من النوع الشائع، يتم اخذ خزعة من المريض لتحديد نوعه. بالنسبة للعلاج فالعلاج يختلف بين انواع المرض وكذلك بين درجات الاصابة ، والعلاج هو حسب طريقة الهرم، من الخفيف الى المتوسط ومن ثم الصعب . الدرجة الاولى وهي الخفيفة فهي تمثل حوالي 70 % من مجمل الحالات ويكون علاجها خفيفا ايضا بمراهم معينة تدهن يوميا، مع ان هذا الامر غير مريح للانسان، ولكن هذه المراهم من شأنها أن تمنع تكاثر البقع وتزيل البقع الموجودة . بالنسبة للنوع الثاني وهو المتوسط ، فهو يكون في حال عدم قدرة المصاب السيطرة على المرض، وعلاجه يكون عن طريق الضوء وهو عمليا علاج بالاشعة فوق البنفسجية ، ثلاث مرات في الاسبوع لمدة شهرين تقريبا ، وهذا العلاج يشبه الى حد ما عملية التسفع .
بعد الشهرين يمكن ان يشفى من الصدفية ولكن من ناحية اخرى، يمكن ان يعود المرض مرة اخرى بعد شهر مثلا، وهنا يكون العلاج ليس فعالا. وهنا يتبادر الى الاذهان سؤال وهو لماذا يشفى البعض والبعض الاخر لا. لان الصدفية انواع ويمكن للطفرة ان تتطور ولا ينفع معها علاجا معينا لدى شخص وينفع لدى شخص اخر ، وهناك ابحاث في هذا الموضوع لاخذ خزعة من المريض وملاءمة العلاج لنوع الطفرة الموجودة في الصدفية التي لديه، وهذا عمليا معمول به في امراض السرطان. وبالعودة الى العلاج بالضوء ، فمن لم يستجب جسمه للعلاج بالضوء، هناك امكانية العلاج في البحر الميت كونه يقع تحت سطح البحر بـ 400 متر وعمليا تصل الاشعة فوق البنفسجية وهي الاشعة الطويلة التي هي قريبة جدا على اشعة يو في بي التي نُعالج بها ، وعلى المريض ان يتواجد هناك حوالي 30 يوما ، اذا تواجد اقل من 10 ايام بشكل عام لا توجد فعالية للعلاج . ولكن نسبة العلاج اكبر بكثير من العلاجات الاخرى. اما النوع الاخير وهو الحالة الصعبة فيتم اعطاء علاج جهازي باستخدام الادوية وهي اربعة انواع مصادق عليها لعلاج الصدفية، مع العلم انه يمكن ان تكون هناك اعراض جانبية لهذه الادوية فمنهم من يتساقط لديه الشعر بشكل بسيط ، ويجب علينا فحص الكبد ونسبة الدهنيات عند وصف هذه الادوية للمريض”.
وختم د. خمايسي قائلا :” اشير الى ان التطعيم ضد الكورونا لا يتعارض مع تناول الادوية التي تُعالج الصدفية “.